وهو لا يُعطيهِ لا لنبيٍّ ولا إمامٍ –على مستوى الفِعل والحُضورِ- إلا معَ تأكيدِ نسبةِ هذا الفِعلِ إليه -تعالى- .. وهي نسبةُ حقيقيّةٌ فِعليّةٌ، أكَّدَتها آياتُ القرآنِ الكريم، فتأتي في نِطاقِ أفعالِ الله -تعالى-، ولا تَعارُضَ بينَها وبينَ نواميسِ عالَمِ التَّكوينِ.
والإذنُ ليسَ حالةً عبثيّةً أو اعتباطيّةً، بل هو نوعٌ من القانون الوُجوديِّ، الذي يَنصُّ على التَّخليةِ بينَ الشَّيءِ ومُسبَّباتِه وأسبابِه، وهو يَحصل لبعضِ الأعيانِ والماهيّاتِ، بالقياسِ إلى البَعض، بحسبِ الفَيضِ الأقدسِ، بحسبِ ما يقولُ صدرُ المُتألِّهينَ.
وفي كلِّ هذا ترسيخٌ وتأكيدٌ كاملٌ ونِهائيٌّ قطعيٌّ على أنَّ تَكرارَ الإذنِ منه -تعالى- في كلِّ ما يتَّصلُ بالأفعال التَّكوينيّةِ، يأتي ويتحرَّكُ من مُنطلَقِ هَيمنتِه وقَيُّوميّتِه -تعالى- على كلِّ الوجودِ بكلِّ ما فيه من مَوجوداتٍ، من أصغرِ ذرّةٍ إلى أكبرِ مَجرّةٍ .. ولا شيءَ يَقع البتّةَ خارجَ حُكمِه وبمَعزلٍ عن إذنِه.
اضافةتعليق