وقد حملت رسالات الأنبياء جميعًا -في حيّز كبير ومهم منها- الدعوة للإيمان بالآخرة ويوم المَعاد، وأنَّ الموت ليس عدمًا، وليس نهاية للحياة، بل هو نهايةٌ للحياة بمعناها الأرضيّ، وبدايةٌ ومُقدّمةٌ لحياةٍ أوسع وأعظم، هي حياة ما بعد الموت.
يُسلّط هذا الكتاب –الذي نُراجعه في مقالتنا هذه- الضَّوء على ركنٍ أساس من أركان الإيمان بالإسلام، هو المَعاد، وهو يأتي كمسألةٍ جوهريَّة في مَنظومَة العقائدِ الدّينيَّة لكلّ الأديان، وبالأخصّ منه عقيدتنا الإسلاميَّة.
يُضيء المؤلف في كتابه هذا كثيرًا من النّقاط المُتعلّقة بالمَعاد البشريّ، وعالم ما بعد الموت (كفلسفة الخلق، والعدالة الشَّاملة، وأدلَّة المَعاد، وبقاء الرُّوح واستقلالها، وعلامات يوم القِيامة، وغيرها)، نَستخلِص من خِلالها فِكرةً رئيسةً وهي: أنَّ الحياةَ حركةٌ دائمةٌ ومُستمرَّةٌ، والله لم يخلق النَّاس فيها عبثًا، بل لغايةٍ تكامُليَّةٍ كُبرى مَعلُومةٍ. والحياة خالدةٌ بخُلود رُّوح الإنسان، وما يتغيَّر فيها، هو الشَّكلُ والمظهرُ الخارجيُّ؛ حيثُ الانتقال يَكون من عالَمٍ أرضيّ إلى آخر يتميَّز بالعدالة المُطلَقة.
اضافةتعليق