لِتقنِعَ بقوانين المادة لتفسير الكون، ولسان حالهم يقول: نشكرُكَ اللَّهمَّ على نِعمتِكَ، ولكنَنّا غيرُ مُحتاجينَ إليها. فالإنسانُ يُمكِنه بالعلم التجريبيِّ أن يَستغني عن الدِّين في فهم الكون، وفي تنظيم حياته بما يُؤمِّن له أسبابَ السَّعادة. وباختصار تقوم هذه الرؤية على التَّناقض بين الله (الدِّين)/ والإنسان، لأنَّ الرُّؤية الدِّينية -وفق تصوُّراتهم- تُؤسِّس لعقيدة تحقير الإنسان وامتهانِ قيمتِه.
وفي نقض هذه الرؤية تُثبت البراهينُ العقلية أنَّ الإنسان في خطِّ علاقته مع الله تعالى هو عَينُ الفَقر، ولا شَيئِيّةَ له بلحاظ ذاته، وإنَّما يكتسب شَيئِيَّتَه بالفَيض الإلهي المُستمرِّ، فلا يُمكِنُ للـ"أنا" الإنسانيّة أن تنفكَّ عن "أنت" الإلهّية، بتعبير آخر لا تُلغي مُحوريّةُ الله تعالى محوريّةَ الإنسان الظِّلِّيّة، المكتسبة من محورية الله تعالى، الذي جعلَ الإنسانَ خليفةً، حاملًا للأمانة، وكرَّمَه وفضَّلَه، وخَلَقَه في أحسنِ تَقويم، ومكَّنَ له في الأرض، وسخَّر له عالَمَ الطبيعة!
الكلمات المفتاحية: نزعة الأنسنة، محورية الله، الدين، العلم التجريبي، الفلسفات المادية، الخلافة الإلهية، الكرامة الإنسانية، العقلانية، الأمان النفسي، الضوابط الاخلاقية.
اضافةتعليق