بمعنى أنَّه يُمكن للفرد والمجتمع التحلِّي بالأخلاق الفاضلة من غير الرجوع إلى الدِّين، بل قد يكون الدِّين عائقًا أمام مسيرة التَّطوُّر الأخلاقي للإنسان، وفي الوقت نفسه تؤكِّد الحركة على حيادها في الموقف الميتافيزيقي الدِّيني، وتقبُّلها للأديان والأفكار المختلفة.
إلا أنَّ المباني الفكرية التي تقوم عليها هذه الحركة لا تستقيم بعد المناقشة والنقد؛ إذ لا يُمكِن القَبولُ بتعدُّدية الأديان والعقائد وقبولها معًا، على ما بينها من الاختلاف أو التنافي، كما لا يصحُّ معرفيًّا القولُ بعدم إمكان إثبات المسائل الميتافيزيقية باعتبار تعدُّد طرق المعرفة الإنسانية، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ العلاقة بين الدِّين والأخلاق هي علاقة تكامليّة انسجاميّة، بحيث لا يستغني البحثُ في الأخلاق عن الدِّين نظريًّا وعمليًّا.
اضافةتعليق