وتتحدَّد مشكلة البحث في الإجابة عن تساؤل رئيسيٍّ عن أهمِّ تيارات الإنسانوية، وأهمِّ النُّقود لها، مع التركيز على الفلسفة الوضعية لـ(أوغست كونت - Auguste Comte).
وبالنظر إلى طبيعة الموضوع الذي يُعالجه البحثُ، فقد اعتُمد منهجٌ مركَّبٌ يُزاوج بين بحث التاريخ والوصف والتحليل والنقد، حيث اعتُمد المنهج الوصفي في التعريف بالتيار الإنساني، وبيان أهمِّ فروعِه التاريخية وأنواعه، ثم استُخدم المنهج التاريخي لتتبُّع جذور النَّزعة الإنسانية، ثم المنهج التَّحليليُّ النَّقديُّ لمُعالَجة التباسات هذا المفهوم وإشكالاته في الفلسفة الغربية، وموقف الدين الإسلامي منه. وقد تمَّ التوصُّل إلى أن مفهوم الإنسانوية مفهومٌ متعدِّدُ المعاني، ويكتنفه غموض يجعله مفهومًا ملتبسًا قابلًا لشمول تصوُّرات مختلفة، بحسب المَرجعِيَّات والسِّياقات المعرفية، وأهم النُّقود له هو فقدانه لمعرفة حقيقة الإنسان وأبعاده الوجودية، وصولًا إلى محاولة تحليل أسباب انقلاب نزعة الإنسانوية من نزعة تهدف إلى الإعلاء من شأن الإنسان إلى نزعة ساهمت في انحطاط الإنسان، نتيجة اختزالها حقيقته في البُعد المادي، وإغفالها الأبعاد الأخرى الروحية والأخلاقية، واقتصارها على المنهج الوضعي والأدوات التجريبية كأدوات معرفية وحيدة، ورفض جميع الأدوات المعرفية الأخرى كالعقل البُرهاني والشُّهود.
اضافةتعليق