وذلك بسبب الإيمان الخاطئ منهم بالخطيئة الأولى، وكان لهذا الأصل دورٌ محوريٌّ في العقيدة النّصرانية بشكل خاصّ، ارتبطت فيه عقيدة الفداء ارتباطًا وثيقًا، وقامت الدّيانة المسيحيّة على فكرة،هي أنّ من لم يؤمنْ بأنّ المسيح(ع)قد صُلِب فداءً عن الخطيئة الإنسانيّة، فإنّه لن ينجوَ ولن يخلص أبدًا، ولكنّ الخلاص المنشود تعرّض_على مدى التّطور التّاريخيّ للعقيدة المسيحية_ إلى بعض التّوسعة، فطُرِحَت بشكلٍ رسميٍّ النّظريّة الشّموليّة في المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، رغم محافظتها على الفكرة الحصريّة التّقليديّة من النّاحية المضمونيّة، ومخالفتها فقط من النّاحية الشّكلية، لتتطوّرهذه النّظرية، وتطرح تحت عنوان التّعدّديّة الدّينيّة، الّتي لاقت رفضًا عامًّا لكونها لا تنسجم مع البحث عن الحقيقة، والّتي هي الهدف الفطريّ للإنسان. وليس الإسلام بمعزلٍ عن هذا الهدف، فهو دين ينشد تحقيق سعادة الإنسان الدّنيويّة والأخرويّة، وبالتّالي، فإنّ له بيانه الخاصّ، ورؤيته الخلاصيّة المنسجمة مع رؤيته الكونيّة والمنبثقة عنها.
اضافةتعليق