واستعملت لفظة الخلود إمّا بمعنى دوام البقاء وإمّا بمعنى طول المكث. وقد صرّح علماء المسلمون بخلود الكافر والمشرك في النّار، ووقع الخلاف بينهم في خلود غيرهما. وذهبت الإماميّة إلى القول بعدم خلود غيرهما.
وباستعراض القرآن الكريم نرى أنّه ذكر فيه عناوين عديدة فيها وعيد بالخلود في نار جهنّم منها المنافق، المكذّب، المستكبر، من يعصي الله ورسوله، ويتعدّى حدوده... ومن هنا لا بد من بيان المقصود، وأنّها ترجع كلّها إلى عنواني الكافر والمشرك فمن يحلف كذبًا هو المنافق، والمستكبر عن التّوحيد، ومن يتولى الّذين كفروا وهم أهل قريش أو اليهود والنّصارى، ومن يتولّى قومًا غضب الله عنهم هم المنافقون، ....
والرّوايات في المقام بيّنت أنّ الكفّار والمشركين هم المخلدون في النّار، أمّا غيرهم فلا يخلدون فيها، وقد طبّقت ذلك على أعداء أمير المؤمنين(ع) وقتلة الإمام الحسين(ع).
ولا يقال إنّه لا يوجد تناسب بين القول بالخلود في نار جهنّم مع العدل الإلهيّ، وذلك لأنّ الخلود في النّار ليست عقوبة جعليّة، بل إنّها الأثر لأفعاله في الحياة الدّنيا. فالعذاب الأخرويّ هو تجسيد للعمل الّذي قام به الشّخص في الدّنيا.
اضافةتعليق