المعرفة العلميّة والمعرفة الدينيّة: التماثل المنهجي وتبعات ذلك

شارك الموضوع :

معَ التّسليمِ بأنّ الهدفَ من فَهمِ النّصِّ وتفسيرِهِ هو معرفةُ قصدِ المؤلّفِ، ينبغي الإجابةُ عن هذا السّؤالِ: كيف تُبرَّرُ المُعتقَداتُ النّاتجةُ عن هذه العمليّةِ؟ إنَّ الفَهمَ والتّفسيرَ يَعتمدانِ على الاستنتاجِ التّفسيريِّ؛ ونظرًا لأنَّ المعنى الوضعيَّ للكلماتِ لا يمكنُ أن يُحدّدَ قصدَ المؤلّفِ، فإنّنا نطرحُ فرضيّاتٍ دلاليّةً لتلقّي المعنى الذي يقصِدُه، والتي يمكنُ أن تُفسّرَ الأدِلّةَ النّصيّةَ.

ثم نَعُدُّ التّفسيرَ الأمثلَ لتلك الأدِلّةِ هو المعنى المُستقَى منَ النّصِّ.

وهذا يعني أنّ التّفسيرَ يعتمدُ أيضًا على العمليّةِ الاستنتاجيّةِ نفسها التي تُشكّلُ بدورِها منهجيّةَ العلومِ التّجريبيّةِ.

لذلك، من ناحيةٍ، تَعتمِدُ العلومُ التّجريبيّةُ والاستنباطُ منَ النّصوصِ المقدّسةِ على حدٍّ سواءٍ على الاستنتاجِ التّفسيريِّ للأدلّةِ.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ الأدلّةَ الموجودةَ في كليهِما ـ أيِ الظّواهرِ الطّبيعيّةِ والنّصوصِ المقدّسةِ ـ تُنسبُ أيضًا إلى اللهِ من وجهةِ نظرٍ دينيّةٍ.

ونتيجةً لذلك، ما لم يكنْ ثمّةَ دليلٌ مستقلٌّ، لا يمكنُ للفردِ المُتديّنِ أن يُوليَ لإحداهُما مصداقيّةً أكبرَ منَ الأخرى، أو أن يُرجّحَ إحداهُما على الأخرى على افتراضِ وجودِ تعارضٍ غيرِ قابلٍ للتّوفيقِ بينهُما.

اضافةتعليق


ذات صلة

مجلة «اعتقاد للدراسات الكلامية وفلسفة الدين » (Eitiqad For Kalām Studies & Religion's Philosophy )، مجلة علمية فصلية مُحكّمة، تصدر عن «مركز براثا للدراسات والبحوث» في بيروت.
جميع الحقوق محفوظة © 2023, اعتقاد للدراسات الكلامية وفلسفة الدين