وقد شَمَلت هذه السَّطوةُ مجالاتِ الفكرِ، والعلومِ الإنسانيَّة، فضلًا عن مجالاتِ التقنيَّةِ والعلومِ التجريبيَّة. ولعلَّ من الأدلَّةِ الصَّريحةِ على ذلك، ما شهِدَهُ عالمُنا الإسلاميُّ من محاولاتٍ قدَّمها بعضُ المفكّرينَ الإسلاميّينَ، سَعَوا من خلالِها إلى إعادةِ قراءةِ المنظومةِ المعرفيَّةِ – وبالأخصّ موضوعَ الدّين – على أرضيَّةِ المنهجياتِ المعرفيَّةِ الغربيَّة، ما أفرزَ في عالمِنا الإسلاميّ حضورًا قويًّا لطُرُوحاتٍ فكريَّةٍ مستنسَخةٍ، أعادت قراءةَ الدّين. ومن بينِ هذه الطُّروحاتِ: نظريَّةُ النّسبيَّةِ المعرفيَّة، التي وَصَلت ببعضٍ إلى سلبِ الاعتبارِ عن الدّينِ، بوصفِهِ نظامًا معرفيًّا، وببعضٍ آخرَ إلى طرحِ ضرورةِ تقديمِ مقاربةٍ مختلفةٍ لَه.
سنحاولُ في هذا المقالِ أن نختبرَ حقيقةَ التَّأثيرِ الذي يمكنُ لنظريَّةِ النّسبيَّةِ أن تفرِضَهُ على عُنوانِ الدّين، وذلكَ من خلالِ استعراضِ النظريَّةِ أوَّلًا، واستعراضِ أثَرِها على الدّين ثانيًا، ثُمَّ النَّقدِ عليها، بالاستنادِ إلى مُنجزاتِ الفلاسفةِ المسلمينَ فيما يخصُّ حقلَ المعرفةِ البشريَّة.
اضافةتعليق