وإذا كنّا بصددِ دراسةِ موضوعٍ طبيعيٍّ ماديٍّ كالماءِ، فلا بُدَّ من استخدامِ المنهجِ التجريبيِّ؛ لأنّه مهما ضغطَ الفيلسوفُ على عقلِهِ التجريديِّ، لن يتمكّنَ من معرفةِ أنّ الماءَ يتركّبُ من ذرّتَيْنِ هيدروجينٍ وذرّةِ أوكسجينٍ.
لكن في المقابلِ، إذا كنّا بصددِ دراسةِ موضوعٍ يرتبطُ بعالمِ الغيبِ وما وراءَ الطبيعةِ والمادةِ، هل يصلحُ معرفيًّا استعمالُ المنهجِ التجريبيِّ القائمِ على أساسِ مقدِّماتٍ حسيّةٍ؟!
سنُثبِتُ في هذا البحثِ أنّه يمكنُ توظيفُ المنهجِ التجريبيِّ في دراسةِ القضايا الغيبيّةِ، كمعرفةِ اللهِ، والنبوّةِ، والإمامةِ، والمعادِ، وحقّانيّةِ القرآنِ... مع اتّخاذِ مسألةِ وجودِ اللهِ بوصفِهِ نموذجًا دون الموضوعاتِ الأُخرى، لضيقِ المجالِ عن البحثِ فيها كلِّها.
اضافةتعليق