يحاولُ مؤلِّفو هذا الكتاب تقديمَ تأطيرٍ معرفي جديد عن طبيعة العَلاقة المُلتبسة بين العلم والدين، وإعادة ضبط مساراتها وسبلها؛ إذْ لطَالما كانتْ تلكَ العَلاقة مَشُوبة بكثيرٍ منَ القراءات والاجتهادات والرّؤى المُغالية والمُتطرّفة في وعيها، وتحليلها لقضيّة العِلم والدّين والعلاقة بينهما، الأمر الذي أنتج لنا -في واقع الفكر والوعي البشريّ- شُبهات وأضاليل ومؤاخذات كثيرة عن الدين ذاته (وليسَ فقط عن طبيعة العلم)، تحوّلتْ مع الزّمن لدى بعض الناس إلى ما يشبه الاعتقادات والقناعات الراسخة، بعيدًا عن معاني الدين والعقلانيّة والاعتدال والوسطيّة التي عُرف بها الدين الإسلاميّ.
يقدّمُ الكتابُ عمومًا رؤيَة نقديَّة عميقة لطبيعة تلك العلاقة التي تحكم العلم والدين في سياق رؤيَة الفكر الإسلاميّ المعاصر، كما يناقش ظاهرة "دَيْنَنة العلوم"، أو محاولة أسلمة المعرفة العلميّة الحديثة، بالاستناد إلى منظور متعدّد التخصّصات والاهتمامات المعرفيّة، ويشارك في المعالجة مجموعة من الباحثين المتخصّصين ممّن يحاولون طرح تحليلاتهم للعلاقة المعقّدة بين المنهج العلميّ والفهم الدينيّ.
اضافةتعليق