الإنسانُ مخلوقٌ متديِّنٌ بالطبع

شارك الموضوع :

تتمحور الرُّؤى الكونيّة تاريخيًّا حول ثلاثة أركان: الله، الإنسان، العالم؛

أمَّا الله فهو الإلهُ الفاعل للخلق والمُدبِّر له، وأما الإنسان فهو المَخلوق الأرقى في الوجود، الذي جعله الخالقُ خليفةً له في الأرض، لعمارتها وتحقيق الغاية والحكمة من الخَلْقِ، وأما العالم فهو "مسرح الأحداث"، ومَجال التأمُّل، وموضوع العلم، والدليلُ على عظمةِ الخالق، وموطِنُ وجود الإنسان وتَشريفِه من قبل خالقه.

ومنذ أن قال الله "كُنْ" الأمرية، ونفخ في الإنسان من روحه، ثم أهبَطَه إلى الأرض، والإنسان يَسعى في طلب المَعرفة: معرفة الله، ومعرفة العالَمِ، ومعرفة نفسِه؛ والمعرفةُ تبدأ بالسُّؤال، والسُّؤالُ هو دأبُ الإنسان منذ ولادته، والفلسفةُ هي فنُّ السُّؤال والتُّساؤُل، وما التَّفلسفُ إلّا مُحاولةُ السَّعي للوصول الى إجابات. لذا كانَت الفلسفةُ والتفلسُف مذ كان الإنسان، ولم تُفارِقْهُ لحظةً واحدة، وإنِ اختلفَ السُّؤال والإجابة من حيثُ العمق تَبعًا لمراحل تطوُّر الإنسان.

اضافةتعليق


ذات صلة

مجلة «اعتقاد للدراسات الكلامية وفلسفة الدين » (Eitiqad For Kalām Studies & Religion's Philosophy )، مجلة علمية فصلية مُحكّمة، تصدر عن «مركز براثا للدراسات والبحوث» في بيروت.
جميع الحقوق محفوظة © 2023, اعتقاد للدراسات الكلامية وفلسفة الدين