فغدا التعامل مع الروابط الإنسانية بمنطق النفعية والبراغماتية، القائم على أساس الإقبال والشراء، أو الإحجام والاستغناء، مثل أيّ سلعة أو منتج استهلاكي، وأضحت السرعة وعدم الثبات السِمَة الأساس للحداثة السائلة، وكذلك للحياة السائلة، بما في ذلك الأخلاق والقِيَم، فأصبح العنصر الثابت الوحيد اليوم هو التغيّر وعدم الثبات.
ننتقل – بعد ذلك – إلى دراسة بنية الأخلاق عند الفيلسوف الفرنسي (ميشيل فوكو- Michel Foucault) من خلال الكشف عن مفهوم الذات وموقعها، وقضية الأخلاق والسلطة، ومسألة الأخلاق والحرية، فأطّر نسبيّة الأخلاق بما وضعه من مفاهيم ومداخل تحليلية تتعلّق بإعادة قراءة الذات، وعلاقة الأخلاق بالسلطة، وكذا بالحُرّيّة، وبوصفها (أي الأخلاق) مشروعًا جماليًّا ينمو بفعل الذات وتحدّيها للسلطة. ومن خلال البحث في استطيقا السلوك وآليات الوجود الجميل، تغدوالأخلاق ممارسة واعية للحُرّيّة، فتصبح بذلك الحياة تحفة فنّيّة، ولا يصبح الفنّ يهتم بالأشياء فقط، أو حكرًا على الفنّانين، بل يمكن للفرد من خلال حُرّيّته، والمساحة المتوفّرة له، أنْ يجعل حياته تحفة فنّيّة، وأنْ يجعل من حياته جديرة بأنْ تُعاش. ونختم البحث بتحليل نقدي للقطيعة مع القِيَم الكليّة.





التعليقات