يجادلُ البحثُ أنَّ "الثيوديسيا" الغربيَّةَ البارزةَ، مثل "دفاع الإرادة الحرَّة" لـ (ألفين بلانتينغا- Alvin Plantinga) و"ثيوديسيا صناعةِ الرُّوحِ" لـ (جون هيك- John Hick)، وإنْ حاولتِ "الدفاعَ" عنِ الإيمانِ باللهِ في مواجهةِ تحدِّياتِ (هيوم) الاستدلاليَّةِ، لكنَّها بقيتْ تعملُ إلى حدٍّ كبيرٍ ضمنَ الإطارِ المعرفيِّ الذي أسَّست له فلسفةُ التَّنويرِ. في المقابلِ، فإنَّ منظورَ الفكرِ الإسلاميِّ، وبشكلٍ حاسم، منظور مدرسةِ الحكمةِ المتعاليةِ – كما عبَّر عنه كلٌّ من (المُلَّا صدرا) و(الشهيد مرتضى مطهَّري) و(العلَّامة الطباطبائي) – لا يقدِّم مجرَّد دفاعٍ، بل يُحدِثُ نقلةً نوعيَّةً في النَّموذجِ الفكريِّ. فمن خلالِ طرحِ مبدأ "أصالةِ الوجودِ"، وتعريفِ الشَّرِّ بأنَّه "أمرٌ عدميٌّ" أو نتيجةٌ عرضيَّةٌ لنظامٍ هو خيرٌ بالذَّاتِ، وإعادةِ صياغةِ المعاناةِ ضمنَ غائيَّةٍ تهدفُ إلى الكمالِ الروحيِّ، فإنَّ هذه المدرسةَ تعملُ على حلِّ "المشكلةِ الهيوميَّةِ" من أساسِها. ويُثبتُ البحثُ أنَّ التَّناقضَ المتصوَّرَ بين الإلهِ كلِّيِّ الخيريَّةِ وواقعِ الشَّرِّ ليس سمةً من سماتِ الواقعِ، بل هو نتاجٌ لافتراضاتٍ ميتافيزيقيَّةٍ وأنطولوجيَّةٍ معيبةٍ متأصِّلةٍ في رؤيةٍ كونيَّةٍ تجريبيَّةٍ بحتةٍ.
التعليقات