وتبدو هذه القضيّة أكثر عيانًا حين يوصف الله -عز وجلّ- بصفات من قبيل العدل والإحسان واللطف أو يُقال إنّ الخلق قد جرى على أسٍّ من علم الحق وعنايته. يسعى هذا المقال الذي بين أيدينا من خلال دراسة مؤلفات (ابن سينا) إلى أن يُعيد النظر في منهجيّة رؤية هذا الفيلسوف الكبير لقضيّة الشرّ وأيضًا الإجابات والحلول التي قدّمها وعرضها في هذا المجال.
برأي (ابن سينا) من لوازم مراتب الوجود، وجود أنواع طبيعيّة وبشريّة من الشرّ، كما أنّ تنحية بعضها يؤدّي إلى تغيّر في ذات الأشياء وانقلابها أو حذف أجزاء كثيرة من العالم، ويُعدّ هذان الأمران الآنفان شرّ بحد ذاتهما ونوعان من الشر والنقص في عالم الخلقة، شرّ هو أسوأ بكثير من الشر الذي يجري الحديث عنه. وبناًء عليه ليس ثمّة تغاير بين وجود الشرّ والحكمة والعلم الإلهي وعنايته بتاتًا.
التعليقات