فمع ظهور الإسلام على سبيل المثال، واجه هذا الدين ظاهرة تُعرف بالزندقة، يمكن جعلها معادلًا للإلحاد المعاصر. وقد تصدّى الأئمّة عليهم السّلام لمواجهة هذه الظاهرة، مظهرين متانة دليلهم وحُسن بيانهم، ومتّبعين في ذلك منهجيّة قرآنيّة واضحة مبنيّة على أساس اعتماد الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالأحسن. ومضافًا إلى هذا المنهج العامّ فإنّ التأمّل في كلماتهم عليهم السّلام، يرشدنا إلى جملة من الأساليب التي اعتمدوها في مناقشة الملحدين؛ ومن ضمنها: 1) الهيبة العلميّة؛ 2) زيادة التوضيح والبيان؛ 3) مراعاة حال المخاطب؛ 4) رهان باسكال؛ 5) أسلوب الصدمة الإيجابيّة؛ 6) نقل المخاطب من الإنكار إلى اللاأدريّة؛ 7) ترك الخصومة للخصومة؛ 8) الاطّلاع الدقيق والإلمام بكلمات الآخرين ومبانيهم؛ 9) العناية بشكل الخطاب. ونظرًا إلى اشتراك ظاهرة الإلحاد المعاصر والزندقة في جملة من المنطلقات الرئيسة؛ فمن الممكن أن نستفيد اليوم في مواجهة الإلحاد من هذه الأساليب؛ بُغية إعلاء راية الحقّ والإسلام.
اضافةتعليق