والإدراكُ المتحصِّلُ بالوَحي إدراكٌ خاصٌّ يَختلف عن سائر الإدراكات البشريّة المُشتركة بين أفراد البشر كافّةً، يُوجِده اللهُ -تعالى- في أنبيائِه (ع) إيجادًا لا يَعتريه معه لَبْسٌ أو خطأ، ولا يَحتاجون فيه إلى إعمال نظر، أو توسُّل دليل، أو إقامة برهان.
وتتناول هذه المقالةُ موضوعَ الوَحي ومباحثَه التي طرحَها (السيِّدُ محمد باقر الحكيم) (قده)، في كتابه "علوم القرآن"، وتُبيِّنُ مقاربتَه التأصيليّة لهذا الموضوع المُهمِّ والحَسّاس، ونقدَه لشُبهة "الوَحي النَّفسي" التي تبنّاها المستشرقون، من خلال أبعاد ثلاثة، هي:
أنَّ الدَّلائل التأريخية القطعيّة، وطبيعةَ الظُّروف التي مرَّ بها النبيُّ (ص)، تأبى التَّصديقَ بهذه النَّظرية وقَبولها.
أنَّ المُحتوى الدَّاخلي للقرآن الكريم، بما يضمُّ من تَشريع وأخلاق وعقائد وتأريخ، لا يتَّفقُ معَ هذه النَّظرية في تفسير الوَحي القُرآني.
أنَّ مَوقفَ النبيِّ (ص) من الظَّاهرة القُرآنيّة يَشهد بوضوحٍ على رفض تَفسير الظَّاهرة القرآنيّة بنظريّةِ الوَحي النَّفسي.
اضافةتعليق